bah لا نحتاج الى حروب - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

لا نحتاج الى حروب

11/01/2023 - 09:57 AM

A

 

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

تستمر حرب غزة بعنفها الذي يفوق كل حدود انسانية وعسكرية وأخلاقية.  نسي العالم وخاصة الاعلام العالمي أن هنالك حرب أخرى قاسية تتم في أوكرانيا، وكأنها انتهت عبر اتفاقية سلام أو عبر رابح وخاسر.  الحرب الأوروبية تقلق السكان وتوتر علاقاتهم مع دولهم في الأمور الاجتماعية.  من الممكن أن تمتد هذه الحرب الى الدول المجاورة الحائرة في اتخاذ المواقف الواضحة. 

انحياز الاعلام العالمي الفاقع الى اسرائيل مدهش، وها هي نشرات الأخبار في أهم الوسائل الاخبارية العالمية العريقة تصبح في الصوت والصورة كأنها نشرات الاعلام الاسرائيلي.  كيف يمكن لاعلام متطور يعطي الدروس العلمية لكل وسائل الاعلام العالمية أن ينحاز 100% الى جهة؟  أين ذهبت معايير العقل والشفافية والمنطق والتوازن والحق؟  هذا محزن في وقت تقدم خلاله العالم خطوات في الأداب والعلوم وأصبحت معايير البيئة وحسن العلاقات تنتشر الى كل الدول.

أين هي الأمم المتحدة ولماذا تغيب طوعا عن دورها؟  لم يستطع مجلس الأمن الوصول الى قرار حول وقف النار، أما الجمعية العمومية وان اقترعت للسلام فقرراتها غير ملزمة لكنها أفضل من لا شيء.  وحده تصريح الأمين العام بشأن تاريخ الصراع في المنطقة يفسر منطقيا ما يحصل.  لا بد من القيام عربيا بجهود كبيرة لتصحيح جزء من هذا الخلل المضر.  أما خلل التوازن الاعلامي في الحرب الأوكرانية فهو عالميا أقل من الانحياز الكلي فيما يخص حرب غزة.

انعكاسات الحربين عالمية أي تؤثران على النمو والتنمية والفقر كما التضخم.  تتأثر أسعار المواد الأولية كما يتأثر انتاج السلع المهمة للانتاج.  الوضع الاستهلاكي يتردى في ظروف معيشية صعبة.  تبعا لبرنامج الغذاء العالمي WFP، هنالك 349 مليون شخص في 79 دولة لا يحصلون على الطعام الكافي.  الغذاء فيها قليل في وقت يتعثر خلاله نقل أبسط المواد الأولية كالقمح.  توقعات صندوق النقد الدولي التي أعلنت حديثا من مراكش بشأن نمو المنطقة لن تكون صحيحة، اذ وضعت الدراسات قبل حرب غزة ولا بد من تعديلها.  التضخم سيبقى قويا بسبب انعكاس الحرب على أسعار المواد الأولية كما النقل وسلاسل الامداد وغيرها.

بالرغم من التباطؤ الاقتصادي الحالي نرى الشركات الكبرى تستمر في رفع أسعارها استباقا لتضخم محتمل قادم وللحفاظ على ربحيتها السابقة.  هنالك استثمارات عالمية واقليمية عدة مقررة ستؤجل الى ظروف أفضل مما يعني أن العرض سيكون محدودا في وقت يرتفع خلاله الطلب على عدة سلع مهمة للعيش.  لا بد وأن يتناسى أو ينسى العالم مشاكل البيئة وتغير المناخ في ظروف صعبة كالتي نعيش فيها، مما يعني أن أوضاع الطبيعة ستسؤ حتما على أبواب مؤتمر COP28 الذي ينعقد قريبا في دولة الامارات. 

ما شهدناه من زلازل طبيعية في سوريا وشمال أفريقيا مؤلم والخسائر البشرية والمادية كبيرة جدا.  لذا الجهود المطلوبة لعودة الحرارة الى الاهتمامات البيئية ستكون أكبر وتقوم بها معظم الدول احتراما للمستقبل وللأجيال القادمة.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment