"إربد" قصيدة الوطن المقدس

08/08/2022 - 09:55 AM

Fadia Beauty Salon

 

 


بقلم : صالح الطراونه - مندوب بيروت تايمز - عمان 

 

يا طالعين من الضحى الى الغد الآتي هذه " إربد " قطعةٌ من وطني لا طولٌ يطاولها و زيتونةٌ على أرضهِا زرعنا قمحنا وصبانا وإن تلا الناسُ أشعاراً على إربد فقد تلونا عليها " كتاباً وفارساً وصهيل خيلاً " أنجب مهرةً لطارق تهيم على شعاب الفاتحين بالبيداء والفلوات هلالاً ينبت القمح إذ شحت مواسمنا.

" اربد " كلما أممت وجهي اليها ولدمعة جفن يضرعُ معي زيتونٌ وقمحٌ ليمسح الأحزانَ عن وجه التراب فمن كل فج جاء الذين يقرأون قصيدة الوطن المقدس يبوحون بغيم قراهم لذاك الأفق البعيد وهذا السهل الممتد كقطعه في روحنا تضيء دروبنا الخجلى .

 "اربد " وزَعت فرحها المجبول في طين الأرض كطفلاً يخاف البوح، سنأتيها فهي أقرب دروب البر

 التي لها بين الضلوع رفات عاريه نقشنا على وجهها قناديل الأمهات فأصبحت " اربد " أعذب الأغنيات، وغدت كالنخيل أعلاهم غصوناً .

فيا طالعين الصباح حين يفج الظلام ويا قاصدين الدرب لسهولها التي مع كل نسمة تنشر خريف الذكريات فهي الآن " اربد " كنخلة تعبر الآن فصل الصيف

 و كقصيدة العاشقين للوطن المقدس

 تكتب عن رائحة الخبز وعن نافذة الطفوله في كل مساء يأتيها .

فلن ترحل شمس" اربد " عن شرفتي حين أكتب في زحام الوجود وسوف اطارد لعيونها النديه زمن الرومان وصيفها الذي لامس السماء الورديه ولامس أسقفها وجدرانها التي تتميز بلونها الخاص فقد كانت " اربد ".

 كالشعاع النازل من عناق الشمس المشرقه لتلف العالم المستيقظ بالضوء والأمل وكبقعه من السماء الزرقاء تظهر " هنا وهناك " ومن خلال السحب التي إجتمعت وتراكمت الواحدة فوق الأخرى في الفرح الموجه لنافذة بيتها المحادي " لنهر اليرموك " جلس الشعراء والكتاب والمحبين لمدينة تسكن حنايا الروح .

سأردد لوجهك الصبوح يا اربد حين قالها " المتنبي " ذات يوم ...

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ  كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

إننا أودعنا فيك يا " اربد " كتاباً .....

ورائحة مسك تجوب سهولك كالحلم الندي يسابق الريح في براري الروح ويطوف بين كرومك كالنسر يخبئ في قلبة برتقال " أريحا " وينثر فوق سهول حوران قمراً في درب الجنود يضيء لهم دروب النصر

يا عيون اربد النديه التي جاءت من كروم اللوز، و يا سيدة الأرض التي علمتنا أن نمسح أوجاعنا على ساقية الماء، يا ليت بي يا " اربد " زمناً آخر كي لا أصبح عنك لاجئ يذوب في حب الديار

فقد كبرنا وانطفأت ابتساماتنا على جداول الماء فما بقي معنا غير سراج نزرع على ضوءة تلك البنفسجة..

 لعل الطيور المهاجره تعود فأعلن إنكِ حلماَ نما بين العيون

وبأنك مدينتي التي لا تعرف التأويل

وبأنني أسقيت أقلامي من محاجر العيون حتى أصبح وجهك لي مرفأ وغدت

"إربد " قصيدة الوطن المقدس

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment